الشاعر المجاهد اليمني محمد محمود الزبيري ( ابو الاحرار )



بسم الله الرحمن الرحيم


ا سنبدأ أنا وأنتم بوضع قصائد للشاعر والشهيد / محمد محمود الزبيري



وجزى الله كل الخير موقع إسلام أون لاين الذي يشرف عليه الدكتور يوسف القرضاوي الذي أفرد مقالاً رائعاً في صفحة: ( مشاهير ومجاهيل ) عن أبو الأحرار بقلم أحمد حسن جابر يقول فيه:




إذا أردت أن تتحدث عن اليمن فلا بد لك أن تذكر الزبيري.. وإذا أردت أن تتحدث عن الشعر في اليمن فلا بد لك أن تذكر الزبيري أيضا.. وإذا تحدثت عن الثورة اليمنية ولم تتحدث عن الزبيري وشعره فإنك لم تتحدث عن أهم دعائم هذه الثورة؛ فالزبيري شاعر أشعل ثورة اليمن بشعره، وقاد مسيرتها بشعره أيضا، وهو لذلك استحق من مواطنيه أن يلقب بأبي الأحرار وشاعر الثوار".

فمن هو الزبيري الذي قال عنه معجم الأدباء الإسلاميين كل هذا؟



1328هـ إلى 1384هـ - 1910م إلى 1965م
في مدينة صنعاء وفي حارة بستان السلطان ولد الشاعر المجاهد محمد محمود الزبيري سنة 1910م حيث تعيش أسرة الزبيري، وهي من الأسر الصنعانية العريقة، التي نبغ فيها قضاة وعلماء وشعراء، ومنهم والده محمد الزبيري، حيث اشتغل بالقضاء، فأسرته أسرة قضاة.

حفظ الأخ الزبيري القرآن الكريم صغيراً، وكان ندي الصوت بالقرآن يستمع إليه بخشوع، وقد أم الناس في صلاتهم وهو في العشرين من عمره.

بدأ دراسته في الكتّاب، ثم في المدرسة العلية، ثم بجامع صنعاء الكبير وكان من هواة المطالعة، نظم الشعر وهو دون العشرين.

وفي سنة 1937م ذهب لتأدية فريضة الحج، والتقى بالملك عبد العزيز وألقى قصيدة في الحفل السنوي الذي كان يقيمه الملك لكبار الحجاج.. وبقي مجاوراً في مكة لمدة سنتين حيث سافر إلى مصر سنة 1939م والتحق بكلية دار العلوم، وهناك تعرف على الإمام حسن البنا رحمه الله وعلى الأستاذ فضيل الورتلاني، واطلع على مبادئ الإخوان المسلمين بمصر وعلى الفكر الثوري الجزائري، وشرع في تجميع اليمنيين الدارسين في المعاهد المصرية.

وفي سنة 1941م قطع دراسته وعاد إلى اليمن، حيث قدم للإمام يحيى مذكر تتضمن مشروعاً لإنشاء جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صنعاء، مما أغضب الإمام يحيى الذي لم يرضه ذلك، كما ألقى خطبة في الجامع الكبير بصنعاء، فكان جزاؤه السجن مع عدد من شباب اليمن القريبين منه.

وبعد خروجه من السجن بمساعدة إخوانه ومحبيه لم يطق البقاء في اليمن فذهب إلى عدن، حيث بدأ مرحلة الكفاح المنظم، واستمر في كفاحه حتى قامت ثورة اليمن سنة 1948م حيث قتل الإمام يحيى، وعين عبد الله الوزير إماماً جديداً، وكان للعالم الجزائري الفضيل الورتلاني (واسمه الحقيقي ابراهيم بن مصطفى الجزائري من بني ورتلان في الشرق الجزائري) كان له الدور الرئيس في الحركة، فعاد الزبيري من عدن إلى اليمن حيث تولى وزارة التعليم، وحين فشلت الثورة غادر اليمن إلى باكستان، تعرف هناك على سفير مصر عبد الوهام عزام، وعلى سفير سوريا عمر بهاء الدين الأميري وأقام حتى سنة 1952م، حيث غادرها إلى مصر بعد الانقلاب العسكري على الملك فاروق، وفي مصر بدأ نشاطه في صفوف اليمنيين، وامتد نشاطه إلى اليمنيين في السودان وحين قامت الثورة اليمنية سنة 1962م التي أطاحت بالحكم الحميدي، عاد الزبيري إلى اليمن، وعين وزيراً للمعارف في حكومة الثورة.

ثم حصلت التدخلات من الدول العربية وغيرها، فدخلت اليمن في حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس فسارع الزبيري لإصلاح ذات البين بين القبائل واشترك في عدة مؤتمرات للإصلاح في اليمن وفي السودان سنة 1964م وقد تبين له بعد تلك الجهود أن الملكيين والجمهوريين سواء في المطامع، فأعلن تأسيس (حزب الله) وأخذ يزور القبائل والمدن اليمنية، فاستجاب له الكثيرون، وقد أدرك بعض الإخوة الذين التقوا به وتعرفوا عليه أن الرجل ليس شاعراً فحسب، بل قائداً متمرساً، ومجاهداً صلباً، وسياسياً بارعاً، ومثقفاً واعياً، له اطلاع واسع على مجريات الأحداث، وأوضاع العالم العربي والإسلامي ومشكلات المسلمين وقضاياهم.

لقد كان الأستاذ الزبيري من العاملين بجد وإخلاص لرفع الظلم عن الشعوب وإقامة العدالة بين الناس، وتحقيق الشورى بين الحاكم والمحكوم.

وكان رحمه الله طلق المحيا، يهش في وجوه الجميع، يتناول القضايا والمشكلات بأسلوب متوازن من حيث بسطها، وجوانبها، وتشخيص عللها وبيان طرق علاجها.

كما كان منزله مأوى للوافدين إلى مصر من أحرار اليمن الذين فروا من الظلم والاضطهاد، وكانوا يمثلون شرائح المجتع اليمني من أدباء وعلماء وسياسيين وغيرهم من شباب وشيوخ أحرار، وكانوا ينظرون إلى الزبيري نظر تجلة واحترام وتقدير وإكبار، ويكثرون من مشورته، وينصتون إلى آرائه وتوجهاه.

وقد كان للأستاذ الزبيري اتصالاته الواسعة، وله معارف كثيرون معظمهم من العاملين في حقل الدول الإسلامية، كالأستاذ الإمام حسن البنا الذي التقاه عام 1939م بمصر، والأستاذ الفضيل الورتلاني، والأستاذ عبد الحكيم عابدين والأستاذ عمر بهاء الدين الأميري، والأستاذ علي أحمد باكثير وغيرهم.

لقد كانت اليمن في عهد الزبيري تعيش حالة تأخر وعزلة، بعيدة عما وصل إليه العالم المتحضر من تقدم علمي تكنولوجي في مجالات شتى يحسن الاستفادة منها لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، غير أن المشكلة كانت تكمن فيمن بيدهم الأمر في ذلك الوقت، الذين كانوا يريدون تجهيل الشعب وعزله عن العالم الآخر، حيث استشرى فيهم الجهل والفقر والظلم، التعصب القبلي والتزمُّت المقيت الذي لا أصل له في الإسلام، وتحول الشعب إلى طبقة من العبيد المسخرين لخدمة فرد على حساب الأمة بكالمها، حتى لقد قال أحد الغربيين في ذلك الوقت ( إن مصر متخلفة عن أوروبا مائة عام، أما اليمن فإنها لا زالت تعيش عصر ما قبل التوراة).

كل هذه الآفاق من الظلم والفقر والمرض، فضلا ًعن الكبت والتضييق والحرمان من إبداء الرأي أو تقديم النصيحة، وإبداء المشورة، جعلت الأستاذ الزبيري وإخوانه المخلصين والمسلمين العاملين من أهل الحل والعقد، يبحثون لهم عن مكان يلتقون فيه وإخوان يشدون أزرهم، ويقفون إلى جانبهم لإنقاذ أمتهم وتحرير شعوبهم من القيود التي تكبلهم وتثقل كاهلهم، فكانت مصر هي المقر، وكان رجال الحركة الإسلامية فيها هم الأنصار الذين شدو أزر إخوانهم اليمنيين ووقفوا إلى جانبهم، وقدموا كل ما يلزم من المال والرجال، وأخذوا بكل الأسباب المستطاعة والإمكانات المتوافرة.

إن الإرادة الصلبة التي تميز بها الأستاذ الزبيري والإصرار العنيد على تحقيق الهدف الذي كان يصبو إليه، قد جعلت منه وإخوانه نماذج متميزة في النشاط والحركة، بحيث استقطبوا كثيراً من رجال اليمن وشبابها للسير معهم في طريق الدعوة الإسلامية، باعتبار أن الإسلام هو المنهج الأمثل لحياة الأمم والشعوب، والأفراد والجماعة، والدول والحكومات، ومن ثم فلا بد من توحيد كل الجهود لاستئناف الحياة الإسلامية، وفق منهج الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة ما لم يرد فيه نص.

وقد وفق الله تعالى الأستاذ الزبيري إلى قطع مراحل طيبة في هذا السبيل حيث كان التجمع اليمني يتخذ الإسلام أساساً كتحركه، ويلتزم أفراده منهج الإسلام خلقاً وسلوكاً وعقيدة وشريعة ونظام حياة للأفراد والمجتمعات والدول، فكان هذا الشباب المسلم اليمني يمثل في صفاته ونقائه أهل اليمن الأصلاء الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جاءكم أهل اليمن ألين قلوباً وأرق أفئدة ) وكما قال صلى الله عليه وسلم ( الإيماني يماني، والحكمة يمانية ).

وثق الناس بهذا الرجل الكبير لصدقه وإخلاصه وطهارته، فكان يتحرك بالإسلام وللإسلام، وفي سبيل الله وابتغاء مرضاته، ولا غرو فهو أبو الأحرار وزينة رجال اليمن، ثم هو الشاعر الملهم الذي جعل من شعره مشعلاً ينير للرجال سبيل الحق والحرية ويحث الشباب على التضحية والفداء في سبيل هذا الدين، ومما قال في إحدى قصائده والتي عنوانها ( الثورة ) :



سجّل مكانك في التاريخ يا قلم فها هنا تبعث الأجيال والأمـــم

هنا القلوب الأبيّات التي اتحدت هنا الحنان، هنا القربى، هنا الرحم

هنا الشريعة من مشكاتها لمعت هنا العدالة والأخلاق والشيـــم

إلى أن قال فيها :


إن القيود التي كانت على قدمي صارت سهاماً من السجان تنقـم

إن الأنين الذي كنـا نـردده سراً غدا صيحة تُصغي لها الأمم

والحق يبدأ في آهات مكتئب وينتهي بزئير ملؤه نقـــــم

جودوا بأنفسكم للحق واتحدوا في حزبه وثقوا بالله واعتصمـوا

وقال في قصيدة عنوانها ( في سبيل فلسطين ) :

ما للدماء التي تجري بساحتنا هانت فما قام في إنصافها حكـم

ما للظَّلوم الذي اشتدت ضراوته في ظلمنا نتلقاه فنبتســـــم

نرى مخالبه في جرح أمتنـا تدمى ونسعى إليه اليوم نختصم

يا قادة العرب والإسلام قاطبة قوموا فقد طال بعد الصبح نومكم


ومن مؤلفاته :

1. الإسلام دين وثورة .

2. بحوث ومقالات سياسية وأدبية .

3. الخدعة الكبرى في السياسة العربية .

4. ديوان ( ثورة الشعر ).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا .. وضع اقتراحاتك و ماتتمنى منا مساعدتك به