اورام الجملة العصبية للانسان

اورام الجملة العصبية للانسان
لاتشكل هذه الأورام إلا 2 – 3 % من مجموع الأورام الخبيثة التي تصيب الإنسان ، وقد لوحظ ازدياد نسبة الإصابة بهذه الأورام في الأشخاص الذين أجريت لهم عملية نقل الأعضاء ( كالكلية ) والذين يتناولون معالجة مثبطة للمناعة . تنسب نصف أورام الدماغ إلى أورام بدئية فيه والنصف الآخر إلى أورام انتقالية خاصة من ورم بدئي في الرئة أو الثدي أو الكلية أو الدرق أو الجهاز الهضمي . تنشأ معظم الأورام البدئية من المادة العصبية في الدماغ نفسه ، والقسم الآخر من السحايا ، وهناك بعض الأورام التي تنشأ عن الغدة النخامية . وإن نسبة عالية من أنواعها أورام سليمة ( حوالي 50 % من الحالات ) ، وبالتالي تتوفر إمكانية الشفاء منها ، وحتى الأنواع الخبيثة ليست حالات ميؤوساً منها ، إذ تكون المعالجة المخففة فيها غالباً فعالة . ولا تنتقل الأورام البدئية في الدماغ إلى أماكن بعيدة إلا نادراً وهذا ما يجعلها تختلف عن الأورام الأخرى خارج هذه الجملة وتسبب الوفاة بتعطيل الوظائف الأساسية في الدماغ وزيادة الضغط داخل الجمجمة أو أنها تؤدي إلى حدوث اختلاطات ثانوية كذات الرئة ولا يقتصر إنذار هذه الأورام على طبيعة الورم فقط ، بل على موقعه على الدماغ وحجمه عند اكتشافه .

اورام الجملة العصبية للانسان



تصيب هذه الأورام النساء أكثر من الرجال ( بنسبة 2.3 ) وتقع معظم حوداثها بين سن 50 و 70 سنة وتقلد بأعراضها الأمراض العصبية والنفسية الأخرى وتتظاهر بثلاثة أنواع مختلفة من التظاهرات السريرية : تأثيرات غير محددة ناجمة عن ازدياد الضغط داخل الجمجمة ( لكون الجمجمة جوفاً مغلقاً يؤدي نمو الورم فيها إلى ارتفاع الضغط داخلها ) ، وتأثيرات ثانوية متعلقة بإزاحة أقسام الدماغ داخل القحف عن موضعها ، وتأثيرات موضعية بتأثير الإصابة المباشرة للدماغ وأعصاب القحف . وإن احتمال عدوة الوظائف التام إلى طبيعتها تزداد كثيراً إذ طبقت المعالجة الناجعة قبل أن تتدهور حالة المريض وتتطلب معالجة إسعافية سريعة .

إما أن تكون التأثيرات الموضعية لورم الدماغ مخرشة أو مخربة ، ووظيفة المنطقة المصابة إما أن تضطرب أو تتعطل ، والتظاهرات الأساسية للتخريش الناجمة عن أورام الدماغ هي حدوث الاختلاجات الصرعية ، وهي وإن كانت معممة في كثير من الحالات ، إلا أن معرفة تفاصيلها قد تشير إلى المنطقة المصابة من الدماغ ، وتبدو على الأقل نوبتات أو أكثر في حوالي ثلث المرضى المصابين خلال سير المرض .

قد ينجم ازدياد الضغط داخل القحف عن كتلة الورم نفسه أو من عوامل ناجمة عن طبيعة الورم ومكان توضعه ، وكوجود الورم في مكان يسبب انسداد مجرى السائل الدماغي الشوكي . ومن ناحية أخرى فإن الجملة العصبية قادرة على التكيف مع الأورام بطيئة النمو ، كالأورام الناشئة عن السحايا التي قد تصل إلى حجم كبير دون أن تسبب أعراض فرط ازدياد الضغط داخل القحف.

وأعراض فرط التوتر هذا ليست تابعة لطبيعة الورم أو مكانه داخل الجمجمة . والصداع هو أهم هذه الأعراض ، وهو العرض الأول في حوالي خمس الحالات وتظاهر عادة بشكل متعمم في الرأس إلا أن الأورام التي تنمو في الفص القفوي من الدماغ قد تسبب صداعاً في القسم الخلفي من الرأس أو في العنف ، ويزداد هذا الصداع بالسعال أو بالقيام بحركة فجائية ، وميزته أنه يظهر في الصباح وقد يوقظ المريض من سباته ويظهر بشكل متقطع في النهار وبشكل نوب اشتدادية ، أما الصداع المستمر لمدة 24 ساعة فإنه نادراً ما يكون ناجماً من مرض عضوي .

قد يكون الغثيان والإقياء العرض الأول للمرض ، وقد يشكو بعض المرضى من إقياء بعد الاستيقاظ من النوم أو أثناء اشتداد نوبة الصداع ، وقد يحدث الإقياء بدون إنذار ولا يسبقه غثيان ، أما الدوار والدوخة فليست أعراضاً غالبة . وقد لا تلاحظ التغيرات النفسية أو التغيرات في الشخصية التي يسببها الورم أو أنها تستبعد خلف أعراض متعددة من الوهن العام والانقباض وعدم المبالاة وخمود الذكاء والميل إلى النوم .

بسبب فرط التوترداخل القحف عند الأطفال تباعد الدروز بين عظام الرأس وكبر حجم الجمجمة ، وتبدو وذمة العصب البصري في ثلاثة أرباع المرضى ، وتؤدي إلى اضطرابات بصرية بعدم الرؤية الواضحة ، وإذا ما استمرت هذه فقد تؤدي إلى فقدان الحدة البصرية .

أما الأعراض الناجمة عن توضع الورم فهي متعددة ، فالأورام الناشئة في الفص الجبهي قد تنمو بشكل مخادع وصامت لمدة سنين وتنتهي بتظاهرات فقدان الروادع الاجتماعية وفقدان المحاكمة أو بالعكس بالخمول أما الأورام التي تنمو في المنطقة الجدارية وتؤثر على المنطقة الحسية فتؤدي إلى عدم القدرة على التفريق والتعرف على الأشياء من شكلها وحجمها ووزنها وخواصها . وتلك التي تنمو في الطرف الأيسر قد تؤثر على النطق والقدرة على الكتابة والحساب . وقد تؤدي الأورام النامية في الفص الصدغي إلى تخيلات سمعية وبصرية وأورام الفص القفوي إلى اضطرابات بصرية ، أما أورام المخيخ فتؤدي إلى فقدان التوازن والقدرة على التحكم في الحركات الإرادية .

تشكل الأورام التي تنشأ في القسم الظهري من النخاع الشوكي حوالي نصف الحالات ، وتشكل الأورام الانتقالية إلى النخاع 10 – 15 % من مجموع الأورام ، والألم عرض شائع وينتشر حول الجذع لجهة واحدة أو لجهتين أو ينتشر إلى الأطراف السفلية ، وهو على أشده في مكان الورم نفسه ، وإن ألم الظهر الذي لا يزول بالراحة في السرير هو عرض وصفي لهذه الأورام .

ويبدو ضعف الساقين لتشنجي بشكل تيبس وازدياد المنعكسات أو بشكل ضعف الطرفين السفليين ورخاوتهما ، أما الأعراض الحسية فتبدو بحس تنميل دائم مع خدر ونقص الإحساس ، وتبدو الأعراض البولية بشكل احتباس البول في المثانة إما عاجلاً أو آجلاً خلال سير المرض ، وكذلك يبدو اضطراب وظائف المعصرة الشرجية .

يلجأ في تشخيص أورام الدماغ إلى تخطيط الدماغ وإلى التصوير الشعاعي والتصوير بعد إعطاء مادة مشعة ، وإلى تصوير الدماغ الطبقي بالاستعانة بالكبيوتر ، والتصوير بالرنين المغناطيسي ، وإلى تصوير أوعية الدماغ بعد حقن مادة ظليلية ، وتعالج هذه الأورام بالاستئصال الجراحي ، وقد يلجأ في بعض أنواعها إلى إتباع ذلك بالمعالجة الشعاعية .

هناك تعليق واحد:

  1. بس والله هذي الاورام تخوف بس في حالات مرت علي وما شاءلله الاصرار والعزيمه تخليهم ينتصروا على هذه الاورام الله يحمكم ويجنبكم من هذي الامراض وشرها

    ردحذف

اكتب تعليقك هنا .. وضع اقتراحاتك و ماتتمنى منا مساعدتك به