الجملة العصبية ومكوناتها ج 10

الجملة العصبية ومكوناتها ج 10
ثبات الخلايا العصبية :

ومن جملة خصائص الخلية العصبية انها تولد بعدد ثابت مع ولادة الانسان حيث يكون عددها قد اكتمل في الحياة الرحمية وقبل الولادة بأشهر وهذا العدد يبلغ حوالي 14 مليار ، منها 9 مليارات في المخ لوحده حيث تتوزع في 64 منطقة من مناطق الدماغ فقط تلك التي تشترك في بناء واحد مشترك ، وهذا الثبات في العدد مهم لان الخلايا لو تغيرت وتكاثرت كما تتغير وتتكاثر حلايا البدن فان معنى هذا ان على الانسان أن يتعلم اللغة كل ستة أشهر مرة أخرى ويكون معنى هذا أيضاً فقدان الذاكرة وتعلم ممارسة الحياة وبالاختصار لا حضارة انسانية ، فثبات الخلايا العصبية هو الذي جعلها تجمع الخبرات والمعلومات وتنمي الثقافة والأفكار والمفاهيم ،
الجملة العصبية ومكوناتها ج 10


هذا ويحدث النقص والزيادة في حالتين تعد كل حالة أبشع من الأخرى ، فأما النقص فيحدث في الأمراض الاستحالية حيث تستحيل الخلية العصبية وتوذي بفعل عوامل مختلفة منها الالتهابي المرضي واذا حدث هذا فإن نتيجة هذا الأمر ان المناطق التي تسيطر عليها هذه الخلايا تفقد عملها ، فاذا كانت الخلايا تسيطر على الحركة ، عجزت العضلات عن الحركة وأصيبت بالضمور والارتخاء وهو ما يشاهد في المرض الشائع المعروف باسم ( شلل الأطفال ) حيث تصاب الخلايا التي تسيطر على الحركة في الجذور الأمامية من النخاع الشوكي . والعجيب في هذا المرض إن هذه الفيروسات تصيب الامعاء اولاً ثم تصعد وليس لها ولع أو حب إلا لهذه المنطقة من الجسم وهي القرون أو الجذور الأمامية من النخاع الشوكي وما أعجبها من محبة ومودة !!

وهكذا تستحيل هذه الخلايا في هذه المنطقة الخطرة واذا بالطفل بين عشية وضحاها يفقد السيطرة على أطرافه بل قد يصل الأمر إلى اصابة مركز التنفس في البصلة السيسائية وهكذا قد يؤدي لامرض إلى الموت اختناقاً ما لم يسعف ؟!

وإذا أصيبت المناطق الحسية فقد الحس وهكذا كما مر معنا ايضاً في بحث الحبسات ، وإذا اُصيبت خلايا القشر العلوية أصيب المرء بفالج يشمل نصف الجسم وبشكل واسع ومخيف كما في النزوف الدماغية أو الخثرات ( أي انسداد الشريان بخثرة ) حيث تنقطع التروية عن بعض المراكز التي تسيطر على هذه الأماكن الحركية .

وأما الزيادة فتحدث في حالة أبشع وهي نمو الأورام الخبيثة أي السرطان حيث تنمو الخلايا نمواً فوضوياً شاذاً ، والتكاثر هنا كما نرى ليس من مصلحة الإنسان بالتأكيد ، لأن معنى وجود السرطان في أي منطقة من الجسم الحكم بالإعدام على ذلك الإنسان فما بالك بالدماغ !!

ومن جملة خصائص الخلية العصبية تأثرها الشديد بالاكسجين ، فوزن الدماغ كما ذكرنا يبلغ 1200 غرام ، أي يزن جزء من خمسين جزء من وزن الجسم ، ولا تفوق الكائنات بدماغها دماغ الإنسان فالنملة يحوي دماغها 250 خلية عصبية ، بينما يحتوي دماغ النحلة على 900 خلية عصبية ، في حين يصل دماغ الشمبانزي الكبير إلى حوالي وزن دماغ الطفل الذي يزن 350 غرام .

 وهناك الفيل الذي يزن دماغه ثلاثة أضعاف وزن دماغ الانسان ، والحوت الكبير الذي يزن دماغه خمسة أضعاف وزن دماغ الإنسان ، ولكن النسبة ما بين وزن الكائن ووزن دماغه هي أرقى وأكبر شيء عند الإنسان فقط حيث تعادل النسبة تقريباً 73 و2% ، بينما هي عند الحيوانات القاضمة 2 و0% ، ومع كل هذا فإن وزن الخلايا العصبية في قشر المخ يبلغ 116 غرام ، وثخن القشر بضعة ملمترات أكثرها في المنطقة الجبهية حيث تصل إلى 5و4 ملمتر .

ولنتصور الآن أن رقي الإنسان وعظمته والملكات الفكريه السامية والعمليات الذهنية الراقية والتوقد الروحي والخيال والابتكار والفن والابداع والكشف والإدراك والتخيل والتحليل والتركيب والشخصية والإرادة كلها .. في 116 غرام فقط . إن هذه الخلايا مع كل عظمتها هي ضعيفة جداً ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً ) لأن أي نقص في الأكسجين القادم إلى الدماغ يعرضه لاخطار مخيفة ، فمع كل ما شرحنا من نسبة الدماغ الى وزن الجسم الكامل ، مع هذا فإن الدماغ يحتاج إلى ربع كمية الاكسجين التي يستهلكها الجسم بما فيه الدماغ ، أي ان 25% من الاكسجين القادم من طريق الرئتين يصرف إلى الدماغ ، وليس هذا فقط بل أيضاً السكر الصرف ، أي الغلوكوز فلا تقبل خلايا الجملة العصبية إلا هذه الحلويات الفاخرة أي سكر الغلوكوز فقط وترفض أي سكر آخر ولو كان يختلف من ناحية البناء ذرة واحدة فقط !!


وتظهر مشاكل نقص الاكسجين في حالة الولادة ، ولتنقل في هذا الصدد قولاً للدكتور جراء والتر ، وهو أحد الباحثين البريطانيين البارزين في ميدان العقل : إن التقلصات والامتدادات التشنجية للجنين إنما هي دليل على نقص في كمية الاكسجين اللازمة له ، ويازدياد النمو يأخذ النقص في الازدياد حتى يشق الطفل عند مرحلة معينة من الولادة طريقه إلى الحرية أو إلى الكارثة ؟! والكارثة هي الموت أو الفوالج أو العته العقلي مدى الحياة !؟ وذلك فان الذي يموت شنقا أو اختناقا أو غير ذلك من اسباب الموت التي لا تحصى ، فما إذا انقطعت الترويه الدمويه عن الدماغ لمدة خمسة دقائق فقط هي التي تكون السبب في الموت حتى لو توقف القلب عن النبضان ، فإن بامكان تمسيد القلب أن يعيده إلى الخفقان ، لأن خلاياه لا تموت بانقطاع الاكسجين حتى إلى ربع أو نصف ساعة ، بينما خلايا الدماغ تموت نهائياً فيما إذا انقطع عنها الاكسجين لمدة خمسة دقائق فقط ، وقد أمكن بتخفيض الحرارة من 37 oإلى 28 oمئويه أن تبقى الخلية 7 ـ 10 دقائق محرومة من الأكسجين كما يمكن إطالة قدرتها إلى نصف ساعة إذا انخفضت الحرارة الجسمية إلى 10 oدرجات والسبب في هذا قلة الاحتراقات والتفاعلات ضمن الخلية وبالتالي نقص الحاجة إلى الاكسجين .


يتبع ....

هناك 3 تعليقات:

  1. مشكورييييييييييييييييين وما قصرتوا مع العلم اعرف هذي الامور كلها بس اموت على قرائتها عده مرات واشعر براحه كل ما اعيد قرأتها وما تقصرون

    ردحذف
  2. لا شكر على واجب اختي aso
    بكل تأكيد هذه ما هي الا مقدمه وهناك الكثير فيما يخص
    الجمله العصبيه من نواحي عده وان شاء الله ساحاول قدر الامكان جلب كل ما يتعلق بهذا الاختصاص واتمنى ان اكون قد افدتك ولو قليلا !

    ردحذف
  3. غير معرف3:09 م

    nana

    ردحذف

اكتب تعليقك هنا .. وضع اقتراحاتك و ماتتمنى منا مساعدتك به